السبت، ١٧ ديسمبر ٢٠١١

تحليلي للوضع المصري و الأحداث الراهنة .. الداء و الدواء

أبدأ كلامي بقول الله تعالى: "وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ" (46) – سورة إبراهيم.


من لم يجزع أيام الإنتخابات التي مرت بسلام .. و يفكر ماذا يُحضِّر لنا المجلس العسكري .. فأعتقد أن عنده مشكلة كبيرة ...

ما حدث أمس 16 ديسمبر 2011 .. هو نفس السيناريو المتكرر بعد التنحي بتواريخ (9 مارس – 9 أبريل – 15 مايو – 28 يونيو – 23 يوليو – 1 أغسطس - 9 سبتمبر– 30 أكتوبر – 19 نوفمبر) ،
و بما أن الشرطة العسكرية دائماً ما تكون طرف في هذا السيناريو فالأكيد لكل من له عقل أن المجلس العسكري طرفاً رئيسياً فيه ..

ما أراه أن هناك أطراف عدة مشتركة فيما يحدث .. أطراف عدة .. مصالحها مختلفة و لكنهم متفقين فيما بينهم على الطريقة و الإسلوب و بالتالي التنسيق كي يصل كل منهم لمبتغاه .. و الطرف الأساسي الداعم هو المجلس .. و الذي بيده مقاليد إدارة الأمور جميعها و في يده مقاليد القوة بجانب السلطة ..

ببساطة هو عهد قُطع منذ إنقلاب عبد الناصر على الرئيس محمد نجيب حينما قرر تسليم السلطة للمدنيين .. عهد قطعه العسكريين أن تظل مقاليد الحكم في مصر في أيديهم ..

و ما حدث بعد أن أجبرناهم على تنحية مبارك .. و بمجرد أن مسكوا زمام الأمور كلها .. إستشعروا مدى ثقل المهمة فعلاً في إدارة شؤون البلاد بطريقة مباشرة .. خاصةً مع الحالة الثورية التي ما يلبث أن يشرعوا و يعملوا على إخمادها فيجدوها مازالت بقوتها و تأججها .. و مع إفتقار المجلس لشخصية ذات كاريزما يدعمها كمرشح له و منه .. و مع الرفض الشعبي لأي رجل عسكري يحاول مجرد التفكير في أن ينزل باسمه من ضمن المرشحين المحتملين للرئاسة .. فعاد ليبحث في الأمر ووجد أن الأفضل من الحكم المباشر هو إدارة الأمور من الكواليس .. بمواد فوق دستورية تجعله دولة فوق الدولة .. و في نفس الوقت يلقي بعيداً بعبئ المواجهة المباشرة مع الشعب ..

ما حدث من رفض شعبي للوثيقة كان له سيناريو مُعَّد سلفاً مثل السيناريوهات السابقة و هو سيناريو 19 نوفمبر و ما يليه و أحداث شارع محمد محمود ..

ما أراه هو أن هناك خططاً موضوعة مُسبقاً ( لا يمنع أن تكون الخطوط العريضة لها وضعت قبل سيناريو التنحي ثم وُضعت تفاصيلُها بعده) هذه الخطط تنزل بناء على ردود أفعال متوقعة من الشعب .. خطة أ .. خطة ب .. خطة ج .. و هكذا ...و لا نعرف لكم وصولوا من الخطط البديلة ذات التصاعد التدريجي بل و تغيير الإسلوب فجأةً كما حدث أمس.

مُخطئ من يظن أن المجلس كان في حاجة إلى تطمينات بالخروج الآمن .. فإن كان يحتاج لمثلها كان منذ البداية سيثير الأمر عن طريق جهات غير مباشرة -و كأنه ليس صاحب الفكرة- مثل بعض عملاؤه من السياسيين و الإعلاميين .. و لنتذكر ما فعله عماد الدين أديب منذ 3 سنوات حينما إقترح سيناريو الخروج الآمن لمبارك من السلطة .. و كان الجميع يعلم أنه فقط يوصل الرسالة و الإقتراح و ليس صاحبهما ..

و يُخطئ أيضاً بعض الإسلاميين و غير الإسلاميين ممن يظنوا أن المجلس ترك الإنتخابات تمر رغماً عنه لأنه خائف أو ما إلى ذلك .. بالعكس ... نعم المجلس لم يكن يريد الإنتخابات و لكنه أيضاً يملك من الخطط -كما ذكرت سلفاً- ما يجعله يقوم بالإنتخابات كنوع من التكتيك و يحصل أيضاً على ما يريد بطريقة آخرى.

لن ننسى أيضاً أن هناك فئة من الشعب و الشباب الذي يستغل كل هذا بطريقته لتحقيق مصالحه .. و أيضاً كي تكشف أمثال هؤلاء فأنت تحتاج للوصول لحل جذري يؤدي لخطوة جذرية سلمية نقوم بها و حينها فقط سيظهر من هو على حق و يبتغي مصلحة مصر .. و من يَخدم و يُخدم من هذه السيناريوهات.. وحلولنا الجذرية يجب أن تكون قاطعة فاصلة هذه المرة حتى النصر بإذن الله و تسليم السلطة للمدنيين و سحب كل صلاحيات المجلس العسكري كاملة.

إذاً فملخص الداء و الدواء في نظري كالآتي...
الداء: لن يُسلم المجلس العسكري السلطة بدون مواد فوق دستورية أو دستورية تمكنه من أن يظل كياناً كامل الإستقلال بل أن يكون دولة فوق الدولة ليُكملوا عهد عبد الناصر الذي قطعوه ...

الدواء: إستكمال الثورة و الحشد و دماء تُروى في سبيل الله و الوطن حتى ننتزع السلطة إنتزاعاً ... و أمامنا النموذج اليمني .. أو النموذج الليبي .. الليبي إنتهى بنجاح نسبي في مدة نسبياً قصيرة حيث تم فيه التسليح و التدخل الأجنبي و هو ما أرفضه و يرفضه كل ذي عقل .. فالحفاظ على سلمية الثورة كما بدأناها و إستقلال وطننا فوق أي شئ .. و لهذا فالنموذج اليمني و السوري السلميان الذين تميزا بالصبر و الكفاح و الجهاد الذي طُلبنا به يناديننا ..
مع الفرق أنه لو حدثت هذه المواجهة الصريحة فسينضم أعتقد أكثر من 80% من الجيش المصري للشعب من أول يوم .. و هنا سيكون الإختلاف و أعتقد أن الشعب واع الآن بما فيه الكفاية كي يحافظ حينها على تسليم مقاليد الحكم لسلطة مدنية منتخبة أو مجلس رئاسي مدني توافقي يحول دون حدوث إنقلاب عسكري داخلي يقفز على السلطة مرة آخرى ..

فلنتوقف عن العشوائية .. و ننظر للأمر من بعيد أكثر .. و لنحشد أنفسنا و لتستمر ثورتنا السلمية ..
الأمور ضبابية نعم .. و لكن علينا الآخذ بالأسباب و أن لا نسمح مرة آخرى بتكرار الأخطاء ..

أننا نجحنا نسبياً في بداية الثورة (أول 18 يوم منها) لأننا نزلنا بأعداد غير متوقعة فأربكنا كل حساباتهم بما فيها حسابات المخابرات العسكرية المصرية ... ثم قرار الإعتصام المفاجئ حينها .. ناهيك عن بسالة الشباب المصري الذي نزل لهدف و غاية و وضع مصلحة وطنه فوق كل شئ .. و هو ما لم يكن ليفهمه أبداً نظامنا الأمني القمعي ..

هذا ملخص الأمر في نظري .. و لله الأمر من قبل و من بعد .. عسى أن يفهم الجميع هذا و أن يُفهم أننا بذلنا وقتاً و دماً كثيراً من أجل إنتقال السلطة سليماً .. و قصير النظر من يري أنه هناك أمل في برلمان أو إنتخابات رئاسة بدون إلتفاف المجلس عليهما ..

و أقولها للمجلس العسكري أنتم نجحتم في مخطط تفكيك الميدان بعد سيناريو التنحي .. و خُدعنا فيكم مرة و إعتبرناكم حينها جنحتم للسلم فجنحنا له أيضاً .. لكن لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين .. لقد نسيتم مثلكم مثل من سبقكم أهم شئ .. أننا جيل من طُلاب الشهادة ..

ستكون دماء الشيخ الشهيد عماد الدين عفت ناراً على كل ظالم .. و ستكون شعلة إستكمال الثورة ضد كل ظالم .. كما كانت من قبله دماء الشهيد السيد بلال وقوداً لثورة 25 يناير ..

اللهم أرزقنا الشهادة و كُن عوناً لنا .. و أنصرنا يا أكرم الأكرمين.




الثلاثاء، ٨ نوفمبر ٢٠١١

ـ(ميلاد مدونة)ـ هناك دائماً ما يستحق أن أكتب عنه


مدونة معنى الحياة


قررت أن أكتب ..
هل هي المرة الأولى لي في الكتابة ؟ لا !! و لكني قررت فقط أن أشارك كتاباتي و ما يجول بخاطري مع الجميع ..بمعنى أدق قررت أن أُدوِّن ..

عن ماذا سأكتب ؟ سأكتب و أدون عن كل شئ و أي شئ يستحق أن أكتب عنه -من وجهة نظري بالقطع- ...
سأكتب عن السياسة .. رؤيتي للحياة و فلسفتها .. سأكتب عن الدين .. عن أمُتي .. عن همومنا و هموم شعوبنا .. عن النهضة و الحضارة .. عن شخصيات تآثرت بها .. عن أفكار و خواطر متناثرة .. عن العلم و الثقافة .. عن الوسائط المتعددة و التكنولوجيا.. عن الرياضة .. عن الأخلاق .. عن علم النفس .. عن القيم الإسلامية .. بإختصار سأكتب عن كل ما يهمني في هذه الحياة و أراه ركيزة في بناء الفرد المسلم و مجتمعه.. سأكتب في كل ما أرى فيه معنى للحياة.

سأحاول دائماً بث الأمل في النفوس .. الأمل الصادق .. أمل مبني على يقين و إيمان و تاريخ ودراسات.

سيكون مرحباً دائماً بآرائكم و أفكاركم التي ستُثري ما أكتب و تشجعني إن كنت على الطريق الصحيح و تقوِّمني إن أخطأت.

سأكتب إن شاء الله .. سأكتب إذاً لأحيا و يحيا غيري ..

فهناك دائماً ما يستحق أن أكتب عنه